عروس بغداد
ماسأرويه لكم ليست قصة من نسج الخيال ولكنها قصة واقعية ومؤلمة تقشعر لها الابدان ومنذ ان سمعتها وانا يعتصرني
الالم لما جرى لهذه العروس فمن منا لاتنتظر يوم زفافها ولاترسم له اجمل صورة واجمل حفلة واجمل ليلة وبداية جديدة
لحياة ترسمها كل فتاة لنفسها تستمد خيوطها من خيوط بدلة الزفاف البيضاء ....جاء يوم الزفاف الذي انتظرته عروس
بغداد مع عريسها وقد قررا ان يكون الاحتفال بالزواج شيئا بسيطا نظرا للظروف الامنية التي تمر بها بغداد في الوقت
الحالي حيث بات الاحتفال بالزواج مقتصرا على عمل زفة بسيطة للعروسين بحضور المقربين منهما فقط.. ذهب العريس
الى صالون التجميل لياخذ عروسه الى بيت اهلها ليرجع الى عائلته واصدقاءه الذين كانوا فرحين له جدا وبعد نصف
ساعة سمعت عروس بغداد اصوات السيارات والهلاهل التي تنبأ عن قدوم العريس واهله وكم كانت فرحتها بتلك اللحظة
فكانت تبتسم وتداري دموعها بسبب لحظة فراقها لعائلتها فمن المعتاد بكاء العروس في تلك اللحظة لصعوبة الموقف عليها
ولكن هل ياترى كانت تعلم ان فراقها لم يكن مقتصرا لاهلها فقط هل كان احساسها بما سيحصل هو الذي انزل دموعها
واي دموع هي دموع عروس جميلة كالملاك ...جلس عريسها بجنبها والاقارب يتناوبون بتهنئتهم ويتمنون لهم حياة سعيدة
وبعد نصف ساعة قام العريس وقد امسك بيد عروسه وسط الهلاهل ليغادروا الى البيت الذي جهز لهما لقضاء شهر
العسل نظرا لكون الفنادق في بغداد باتت غير امنة بسبب التفجيرات التي تستهدف الفنادق في أية لحظة ...وماهي الا
لحظات حتى بدات السيارات باصدار اصوات المنبهات وهي تسير خلف سيارة العروسين والكل فرحين وبعد ان ذهبوا
الى المصور لالتقاط صورة الزفاف اكملوا مسيرتهم بالاتجاه الى البيت المنشود ......وفي الطريق كانت الكارثة التي
حولت كل شيء الى صراخ ....كانت عصابة من المسلحين تقف في الطريق وماهي الا لحظات حتى تم اختطاف
العروس من عريسها .... صرخ المسكين وهو يرى حياته وحياة شريكة عمره تنتزع من روحه ...لم يستطع احد ان
يفعل شيئا لقد ذهبت ..ماسيكون مصيرها وهل ستعود وحتى ان عادت ماسيكون حالها والمصير معلوم في بغداد الجريحة
التي جاء اليها اناس لارحمة لهم ولادين همهم القتل والتفنن باساليب التعذيب وزرع الالم والحسرة في قلوب الناس ...لم
ترجع عروس بغداد.. مرت ايام ولم يسمع لها خبر والعريس بحالة انهيار تام اما اهلها فلايمكن وصف مااصابهم من هول
الكارثة.. وبعد ايام وفيما كان اصحاب بيت مطل على نهر دجلة في بغداد واقفين على الجرف واذا بعروس تظهر وهي
طافية على النهر ببدلة الزفاف وقد قطعت اثدائها وقتلت وتم رميها في النهر لتطفو ويحملها نهر دجلة الحزين وهو لايعلم
اين ياخذها ....قتلت عروس بغداد بعد ان تم اغتصابها وقطعت اثدائها وقد ترك المجرمين كل شيء كما هو فيها الا حياتها
وحياة عريسها الذي لم يبق لديه الا ذكريات الخطوبة والصورة التي تم التقاطها قبل اختطاف عروسه .... ياعروسا
غادرت الحياة قبل ان تبدا سيري على نهر دجلة وارفعي راسك فانت شهيدة وانت شمعة تضوي في النهر ليلا وانشري
عطرك الذي وضعته لعريسك في سماء العراق فوالله لن انسى فاجعتك مهما حييت واكراما لك كتبت قصتك حتى لاتضيع
ذكراك وذكرى مأساتك واطلب من كل من يقرا قصتك ولايستطيع ان يزور قبرك ان يكتب لك بيتا من الشعر وستسمعيه
لانك شهيدة وروحك الطاهرة ستلمس اهات واحزان