خيانة رجل في عيون امرأة
عجيب أنت أيها القلب عذاب كله أمرك ، إذا غاب عنك الحب أحرقتك نيران البعد
والجفا وإذا أنست جوارحك بوجوده تناوبت عليك ألسنة لهيب الشوق والغرام
.....
جلست تعيد الأمر على نفسها ألاف المرات تصرخ من أعماقها إنني احتقر كل لحظة تذكرت فيها أنفاسه وهي تعانق وجهي ........
أكاد أموت حينما أرى مساحات عمري الضائع وهي يعبث فيها كيفما يشاء ..........
لقد امتهنت نظرات تلك العيون التي ذابت يوماً شوقاً عليه ، التي هامت في
معالم كونه عشقا وولعا التي أحرقت دموعها كل جسور التواصل مع الحياة
.......
لقد أصبح خطيئتي الماثلة أمامي على تلك الأرض ..... كلما نظرت إلى ملامح
وجهي في المرآة شعرت بمدى خطأي وكيف لم أرى كل تلك الخطايا فيه
..............
لقد منحته كل شيء ........
واكتشفت أنه لا يساوي أي شيء ..........
إن أسوأ ما يعذبني هو الندم ..........
أندم لأنني عرفته ..........
أندم لأنني منحته ذلك الحب في يوم من الأيام ..........
ويقتلني الندم لأنني أعطيته قلب لا يستحقه ........
العجيب إنني أتعذب الآن من أجل إنسان منحته كل شيء في الحياة و باع كل شيء بأبخس الأثمان ........
أشعر أن القدر اختار عذابي فكان ذلك الاختيار الخطأ لرجل لا يعرف معني الحب ولا يحترم المشاعر الإنسانية .........
وأصعب شيء في الحياة أن تحب إنساناً لا يحبك ، وان تمنح قلبك لمن لا يعرف قيمته ...........
أشعر بأن عذابات الكون كلها تسبح في أوردتي كيف لي خلاص من ذلك الألم .....
لن يكون هناك منقذ لك مم أنت فيه سوى نفسك هكذا تردد صوت عقلها في جنبات الصمت المحيطة بها
إنك باختيارك الخاطئ تحدثين خلل في نظام الكون كيف تريدين أن تعيش بومة
اعتادت على ظلام الليل على أغصان بلابل تغرد مع إشراقة كل صباح ، إنك بذلك
تصنعين نشازاً في الكون ............
الحقيقة أن الإنسان لا يستطيع أن يكون سوى نفسه فإذا كان إنساناً تحكمه
مبادئ وقيم نراه راقيا في كل شيء وهو لا يقبل أن يكون يوماً إنسانا وضيعا
بل إنه قد يعيش عمره يحارب من أجل مبادئ اعتنقها .........
النحل حين يصنع عسله ينتقي أجمل الزهور وأحلاها رحيقا فلا يمكن بأي حال من الأحوال أن يصنع عسله من روائح القمامة ....
فكيف تتساوى روائح الزهور الزكية التي تنشرح لها الصدور مع تلك الروائح الكريهة التي تزكم الأنوف .........
إذا كانت الأيام قد كشفت لك خيانة رجل فإنها قد أظهرت لك الوجه الذي لم
تلاحظيه أبدا إنه إنسان وضيع من البداية لكن مشاعرك تجاهه هي التي غطت على
تلك الحقيقة .........
إنه لا يستحق تلك الدموع التي تنساب من عينيك ، لا يستحق لحظات الحزن التي تسري في حياتك ..........
إن الخيانة ليست أسوأ ما فيه ، بل هي بداية قائمة طويلة من أخلاق دنيئة في شخصيته أخفاها عنك الحب ........
إن هذا الألم يعتصر قلبي ويطيح بكل كياني ، إن ندمي على هذا الحب لا حدود له ..........
تنهدت أفكارها الثائرة داخل رأسها فقد ابتعدت بها قليلا عن حرائق مشاعرها
التي تلتهم كل ما يقف في طريقها اقتربت تربت على خلجات ذلك القلب الجريح
وتضمد ما خلفته تلك التجربة تمتت في حنان ..........
لا تندمي على لحظة حب واحدة مرت في حياتك حتى ولو كانت نهايتها الألم ...........
انظري إلى الأمر من ناحية أخرى فقد غرس كل منكم غراس مشاعره في أرجاء حياته والآن قد حان وقت الحصاد .........
انظري إلى حصاد رحلتك معه تلك المشاعر النبيلة وهذا الحب الصادق ..........
صدقيني أن ذلك هو الذي سيعينك على تخطي ذلك الأمر ..........
وانظري إلى حصاد رحلته خيانة وغش تنسج خيوطها على قلب مظلم جاحد لا يستطيع أن يشعر بطعم الحياة ..........
قد يخلف الحب ألما أحيانا في حياتنا لكنه دائما ما تطهرنا أنواره من شوائب الحياة ............
إنه إذا أخذ منا شيئا فإنه يأخذ أسوء ما فينا ويعطينا أجمل ما فيه إنه
يشعرنا بقدرتنا على تجاوز المعنى المادي للحياة إلى معاني أخرى أعمق وأنبل
بكثير نرى معها الحياة بشكل أخر أكثر جمالا
لا يجب أن تندمي على لحظة صدق مرت مع إنسان حتى لو قابل ذلك الحب بالخيانة
فكل منا اختار ما يريده من ذلك الحب فكان لك الحب وفاز هو بخيانته
.........
قد تقولين ولكني بشر مثله ولم أفكر أن أمارس تلك الخيانة .....
أنتي غير قادرة على ممارسة الخيانة لأنها إحساس مهين
لذلك لا تندمين لأنك منحت قلبك لأحد حتى ولو كان شخص غير أمين عليه .......
نعم قد يكون لديك الحق في ذلك
ربما يكون من حقي أن أختار أن أحب ولكنني لا أستطيع أن أضمن إخلاص من أحببت ......
اختيار بداية الأشياء قد نكون نحن أصحابه ولكن ليس بمقدورنا أن نعرف نهاية هذه الاختيارات ...........
نحن نعرف كيف نسير في الطريق لكننا نجهل إلى أين تمضي بنا خطواتنا في هذا الطريق ..........
ابتسم صوت العقل من داخلها فقد هدأت ثورة غضبها قليلا
ربما يجب علينا أن نتسامح مع من حولنا لأن ظلال الماضي المؤلم سوف تحيل
حياتنا إلى ساحة شاسعة من الندم الذي يشعرنا بالنقص والرغبة في الانتقام
حينما يحتل الماضي أجزاء كبيرة من نفوسنا يولد ذلك الندم بمرارته والتي تنجب لنا أقسى مشاعر الحزن وهي الكآبة
الكراهية والسخط مشاعر تحتل مساحات شاسعة من أنفسنا فلا تترك مكانا للأشياء النبيلة
إن دخان تلك الحرائق المشتعلة داخلنا يحجب أضواء نهارا جديد يمكن أن يلامس قلوبنا ..........
وقد يحمل ذلك النهار ضيف جديد نحن في أشد الحاجة إليه لكنه قد لا يصل إلينا أمام تلال الذكريات التي نضعها في الطريق .......
قد أكون واحدة من الذين يعتزون بأشيائهم القديمة لارتباطها بذكريات حياتي
لكنني الآن لم أعد أفضل أن يكون بينها شيئا مؤلما لا يستحق البقاء فأنا وضعت هذه الذكريات في مكان بعيد بقلبي أغلقه عليه
الآن أنا أفتح قلبي للحياة لكي يلامس ضوئها ملامح ذلك القلب بدلا من أقضي الليالي أسامر ألم تلك الذكريات .......
الآن لا أحب أن أفسد يومي بذكريات أمس كئيب ، فمن الظلم أن تضيع فرحة يوم
في يدي من أجل أمس لم أعد أملك منه شيئا سوى ذكريات ..........
في النهاية كل ما أشعر به لا يزيد عن مجرد خيانة رجل في عيون امرأة أحبته و إن من خان لا يستحق كل هذا الحزن .....
لا يستحق أن نترك قلوبنا فريسة لماضينا المؤلم معه تنهش معالم الحاضر .
إن أضواء الحياة لا تدخل قلوب أغلقت نوافذها في وجه الحياة