حمودي الوكح
| موضوع: حول كلمة ( برب ) وكلمة ( إنشاء الله ) بيان مفصل !! الخميس يونيو 11, 2009 8:04 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
أولاً : كلمة ( برب ) :كثر الحديث حول كلمة ( برب ) ( BRB ) المتداولة في المحادثات , وهي تعني : سأعود قريبا . وقال بعض الناس إنها مأخوذة من كلمة الربّ , وهي مشتقة من الآية الكريمة ( قل أعوذ بربّ الفلق ) ( قل أعوذ بربّ الناس ) , وأن الأعداء هم الذين وضعوها لكي نحرف القرآن . وهذا جهل كبير , وضلال عن القصد , وتأويل فاسد لا أساس له من الصحة . والدليل على أن كلمة ( برب ) ليست مشتقة من الرب , وليس لها علاقة في الآية , ما يلي : 1. أن الكلمة مختصرة من جملة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] (Be Right Back ومعناها : سأعود قريباً . ونلحظ أنها ( ( Bمأخوذ من الكلمة الأولى Be , والحرف R مأخوذ من الكلمة الثانية Right وهاتان بمعنى قريب, والحرف B مأخوذ من الكلمة الثالثة : Back التي تعني العودة للخلف , إذن الكلمة تعني : سأعود للخلف قريبا , ونحوهذا المعنى . أما كلمة : ( بربّ الناس ) في مكونة من كلمتين : حرف الجر وهو الباء , وكلمة ( ربّ ) وهو اسم مجرور بحرف الجر . فما علاقة الكلمتين كلمة ( BRB ) بكلمة ( بربّ ) المذكورة في الآية ؟؟ 2. لو نلحظ النطق بشكل صحيح لرأيناه يختلف , فنطق الكلمة الإنجليزية يكون بنطق الكلمة دون تشكيل واضح كنطق الانجليزيين , وكأن الباء تميل للضم , ثم إن الباء الأخيرة تكون باء واحدة سهلة . أما ( بربّ ) التي في الآية فالباء الأولى مكسورة , والراء مفتوحة والباء الأخيرة مشددة وعند الوصل تكون مشددة مكسورة , فنطقها يختلف كليا عن كلمة ( BRB ) . 3. لدينا شك غريب في كل ما نسمعه من الكلمات الأجنبية , حتى صرنا لا نثق بلغتنا , ولا عقيدتنا , وكأن اللغة الإنجليزية ما وضعت إلا من مخططات اليهود والنصارى , وكأنهم لا يضعون مصطلحاتهم إلا ليفسدوا عقائد المسلمين , وهذا كلام ساذج , لأن اللغات العالمية تحكي ثقافة أمم , وأنا أسأل كل واحد منكم , متى اكتشفنا برامج المحادثة هذي ( الماسنجر , الشات , سكاي ... ) ؟ يعني أعتقد أنها لم تصل بعد إلى خمس عشرة سنة , لكنها موجودة في أوروبا وأمريكا قبل أكثر من أربعين عاماً , والمستخدمون لها كلهم أو أغلبهم يتحدثون الإنجليزية , ويستخدمون مثل هذه الكلمات , فهل كانوا في ذلك الوقت يفكرون فيك أيها العربي وفي لغتك ( والله ما جابوا خبرك , ولا يدرون وش أنت ) . 4. ولو رجعنا إلى أي كتاب لغوي أجنبي ورأينا الكم الهائل من المختصرات الإنجليزية , واهتمامهم بها لوجدنا أنهم قوم تولعوا في اختصار الكلمات , فاختصروا أسماء الدول ( U S A ) اختصار لاسم أمريكا الطويل , واختصروا أسماء القنوات والمحطات , سي ان ان , بي بي سي , وبعض أجهزة الدولة : أف بي آي , سي آي أيه , وغيرها كثير , في المصطلحات الطبية والجغرافية والرياضية والسياسية ... الخ . ونحن نعتقد أنهم سهرانين علشان يطلعون كلمة مثل ( برب الناس ) فقليلا من العقل أيها النبلاء .!!
علماً بأني ضد استخدم مثل هذه الكلمات ( برب , تيت , أو غيرها ) في المحادثات ونحوها , ليس لأن لها معنى فاسداً , بل لأنها من لغة أجنبية , ونحن بحمد الله لدينا في لغتنا غنية وكفاية عن اللغات الأخرى : وسعتُ كتاب الله لفظاً وغايةً # وما ضقتُ عن آي به وعظاتِ فكيف أضيق اليوم عن وصف آلة # وتنسيق أسماء لمخترعات
ثانياً :حول كلمة ( إن شاء الله ) : بعض الناس يكتبها : إنشاء الله . وهذا خطأ إملائي فاحش ؛ لأنَّ الجملة مكونة من ثلاث كلمات : ( إنْ ) الشرطية , والفعل ( شاء ) والفاعل : لفظ الجلالة ( الله ) . وأداة الشرط ( إنْ ) لا يجوز لها أن تتصل بالفعل بعدها , بل يجب أن تفصل فتقول : إن شاء الله , وإن سافرَ محمدٌ سافرتُ معه , وإن تزرني أكرمك ... ونحو ذلك من الأفعال .
وأما القول بأن : إنشاء الله يحمل خطأ عقديا , وذلك بأن المعنى ( إنشاء الله ) أي : إيجاد الله , أي أننا أوجدنا الله , تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا . فهذا جهل باللغة العربية , وضلال كبير عن المقصد , ولكي يُفهم مرادي أحب أن أبين ما يلي : المصدر يضاف إلى فاعله وإلى مفعوله , فالنوع الأول : إضافة المصدر إلى فاعله : فتقول : هذا عَمَلُ محمدٍ , فالمصدر ( عمل ) أضيف إلى فاعله وهو محمد , يعني أن محمد هو الذي عمل , وهذا كثير في القرآن ومن ذلك قول الله تعالى : {هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ } (11) سورة لقمان . فقوله ( خلق الله ) المصدر ( خلق ) أضيف إلى فاعله ( الله ) أي : هذا مخلوق الله . ومنه قوله تعالى : { وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ } (251) سورة البقرة { وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ } (40) سورة الحـج فالمصدر ( دفع ) في الآيتين أضيف إلى فاعله ( الله ) فالله هو الدافع . النوع الثاني : إضافة المصدر إلى مفعوله , وهذا قليل في اللغة , ومن ذلك أن تقول : تأثرتُ من قتل الأطفال في فلسطين , فالمصدر ( قتل ) أضيف إلى مفعوله ( الأطفال ) , ومن ذلك قوله تعالى : { وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ } (97) سورة آل عمران فالمصدر ( حج ) أضيف إلى مفعوله ( البيت ) . نعود إلى موضوع النقاش كلمة ( إنشاء الله ) إما أن نجعلها من إضافة المصدر إلى فاعله فيكون المعنى : أن الله هو المنشئ , أي الخالق كما قال تعالى {وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ} (78) سورة المؤمنون : أي خلق . فتكون كلمة ( إنشاء الله ) مثل ( خلق الله ) الواردة في الآية . وإما أن نجعلها من إضافة المصدر إلى مفعوله , وهذا خطأ وفحش كبير , لأن المعنى أن الله مخلوق . وحين ننظر أي المعنيين مُراد نرى أن المعنى الأول أقرب لأنه لا يمكن لعاقل على وجه الأرض أن يعترف بأن الله مخلوق , بل إن الكائنات كلها والبشر كلهم مسلمهم وكافرهم يعترفون بأن الله تعالى هو الخالق . ولأن إضافة المصدر إلى فاعله في اللغة أكثر من إضافة المصدر إلى مفعوله .
وكل هذا الكلام لا قيمة له لأن أصل إنشاء الله : إن شاء الله , ومن يكتبونها : إنشاء الله فهم يريدون الشرط والتعليق ولا يريدون شيئاً غير ذلك , وقد قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح :" إنما الأعمال بالنيات , وإنما لكل امرئ ما نوى ) . فلماذا نتهم نيات الناس في كلمة قصاراها أنها خطأ إملائي , ولا تحمل أي خطأ عقدي إلا لمن لديهم ضعف وقصور في فهم كلام العرب , وهؤلاء ليسوا حجة ؟؟؟
أسأل الله العلي القدير أن يرزقنا الفقه في دينه , وأن يعلمنا ما ينفعنا إنه سميع مجيب . | |
|
عيـونـ حلـوة
| موضوع: رد: حول كلمة ( برب ) وكلمة ( إنشاء الله ) بيان مفصل !! الأربعاء يونيو 17, 2009 7:15 am | |
| | |
|